المغرب يواجه أسوأ موجة جفاف منذ 4 عقود

المغرب يواجه أسوأ موجة جفاف منذ 4 عقود

أفاد وزير الفلاحة المغربي محمد صديقي، بأن الحكومة تعمل على تعزيز سلاسل الإنتاج من خلال دعم أسعار البذور والأسمدة لخفض التكاليف، وتشجيع زراعة النباتات القادرة على التأقلم مع الظروف المناخية، وذلك في ظل أسوأ أزمة جفاف يعيشها المغرب منذ أكثر من 4 عقود. 

يأتي ذلك فيما بلغت أسعار الخضراوات والفواكه في الأسابيع القليلة الماضية مستويات قياسية، ما أسهم في زيادة معدلات التضخم بصورة غير مسبوقة في البلاد وفق صحيفة “هسبريس”.

وقال "صديقي"، في ندوة صحفية، على هامش الدورة 15 للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس: "هناك مبادرات حكومية لضمان استقرار الأسعار"، مضيفا أن "التوازن بين السياسة الفلاحية (الزراعية) والغذائية هو إشكالية العالم اليوم، وليس المغرب فقط".

وأكد الوزير أن الحكومة تسعى لضمان توافر المنتجات الأساسية مثل البطاطس والطماطم والبصل والحبوب، موضحا أن العقبة الأساسية هي نقص المياه بسبب الجفاف.

وقال: “العائق الكبير هو الماء في ظل الجفاف الذي عاشه المغرب العام الماضي ويمتد إلى العام الحالي”.

وتابع: "نستغل أية قطرة ماء بحوزتنا لكي ننتج ما هو موجود حاليا".

شح مائي شديد

وفي السياق، يقول خبراء إن المغرب يعاني من شح مائي شديد في ظل أسوأ جفاف تتعرض له البلاد منذ 4 عقود.

وشهدت أسعار الخضراوات والفواكه في الأسابيع القليلة الماضية مستويات قياسية، الأمر الذي أسهم في رفع معدلات التضخم بصورة غير مسبوقة، ودفع الحكومة إلى تقليص صادرات بعض المنتجات لخفض أسعارها في السوق المحلية.

وقال وزير الفلاحة المغربي: "الزراعات الموجهة للتصدير كالبطيخ والفراولة والأفوكادو، والمتهمة بأنها تستهلك كميات كبيرة من المياه لا تدعمها الوزارة وليس لها آلية لمنعها".

وأضاف أن المغرب "كان دائما يصدر هذه المنتجات" لكن المشكلة ظهرت بوضوح هذا العام بسبب زيادة شديدة في الطلب العالمي.

وسجل معدل التضخم في الربع الأول من العام الحالي 9.4 بالمئة، مقابل 4 في المئة خلال نفس الفترة من عام 2022.

وبينما تقول الحكومة المغربية إن التضخم مستورد بسبب ارتفاع المواد الأولية في الأسواق العالمية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، أوضحت المندوبية السامية للتخطيط في وقت سابق أن التضخم محلي أيضا بسبب ارتفاع أسعار الخضر والفواكه.

أزمة اقتصادية عالمية

يأتي ذلك فيما تسببت تداعيات الجفاف وموجات الحر والوباء والحرب الروسية الأوكرانية في خلق أزمات اقتصادية عالمية في كل القطاعات وعلى رأسها الطاقة، وامتد ارتفاع تكلفة الطاقة وغلاء المعيشة والتضخم إلى كل ركن من أركان كوكب الأرض تقريبا.

ووضع قرار روسيا وقف ضخ الغاز إلى أجل غير مسمى، أوروبا أمام معضلة غير مسبوقة، ويُتوقع ارتفاع قيمة فواتير الطاقة في أوروبا بمقدار تريليوني يورو (نحو تريليونين و62 مليارا و740 مليون دولار) بحلول أوائل العام المقبل 2023.

أزمة غذاء

وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية -إلى جانب تفشي جائحة كورونا منذ بداية عام 2020- في أزمة غذاء كبيرة في مختلف دول العالم، وتتبادل روسيا والدول الغربية الاتهامات بالمسؤولية عن ارتفاع الأسعار وأزمة الغذاء، التي يعاني منها العالم حاليا بسبب الحرب، وتعطل سلاسل الإمداد والتوريد.

وتعد أوكرانيا وروسيا مشاركين أساسيين في إنتاج الغذاء العالمي، حيث تمثلان 53% من التجارة العالمية في زيت عباد الشمس والبذور، و27% في القمح، وفقًا للأمم المتحدة.


 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية